بعد هذا كلّه يتحدث القرآن عن استكبار فرعون ومن معه، وعدم اذعانهم لمسألتي "المبدأ والمعاد" بحيث كان فرعون يرتكب ما يشاء من إجرام وجنايات بسبب انكار هذين الاصلين فيقول: (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنوا أنّهم إلينا لا يرجعون).
هذا الإنسان الضعيف الذي لا يستطيع أن يبعد عن نفسه بعوضة، وربّما قتله ميكروب لا يرى بالعين المجرّدة كيف يمكن له أن يدعي العظمة والألوهيّة!؟.
ورد في الحديث القدسي أنّ الله سبحانه يقول: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النّار"(2).
ومن البديهي أنّ الله لا يحتاج إلى أوصاف كهذه.. ولكن حالة الطغيان والعدوان تستولي الإنسان حينما ينسى نفسه، وتملأ ريح الكبر والغرور فكره!
لكن لننظر إلى أين وصل هذا الغرور بفرعون وجنوده؟!
﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ إذ لا يحق التكبر إلا لله ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ﴾ ببناء الفاعل أو المفعول.