بعد هذا، يأتي الكلام عن عرصات يوم القيامة ومشاهدها ليجسّده أمام الكفار، مشاهد يقشعر منها البدن حين يتصورها الإنسان، فيقول القرآن: (ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون).
وبديهي أنّ هذا السؤال سؤال توبيخ وإهانة، لأنّ يوم القيامة يوم كشف الحجُب والأستار، فلا مفهوم للشرك، ولا المشركون في ذلك اليوم باقون على عقيدتهم و"شركهم".
فهذا السؤال في الحقيقة فيه نوع من الإهانة والتوبيخ والعقوبة!
ولكنّهم بدلا من أن يجيبوا بأنفسهم، فإنّ معبوديهم هم الذين يردّون الجواب، ويتبرؤون منهم، ويتنفرون من عبادة المشركين إيّاهم.
ونعرف أن معبودات المشركين وآلهتهم على ثلاثة أنواع: فإمّا أَن يكونوا أصناماً "وأحجاراً وخُشُباً" أو من المقدسين كالملائكة والمسيح، وإمّا أن يكونوا من الشياطين والجنّ.
﴿وَيَوْمَ﴾ واذكر يوم ﴿يُنَادِيهِمْ﴾ الله ﴿فَيَقُولُ﴾ توبيخا لهم ﴿أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ تزعمونهم شركائي.