لذلك يكشف القرآن عن حالهم هناك فيقول: (فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون) أي يسأل بعضهم بعضاً ولا يعرفون جواباً!.
والذي يستلفت النظر أن العمى نسب في الآية للأنباء لا للمشركين فلا يقول عمي المشركون هناك بل يقول: "عميت عليهم الأنباء".. لأنّه كثيراً ما يحدث أن يكون الإنسان غير عالم بالخبر، لكنّه يصله بانتشاره على أفواه الناس، كما يتفق لنا أن نكون جاهلين بالشيء أحياناً فنعرف به حين ينتشر بين المجتمع، لكن في يوم القيامة، لا الناس مطّلعون، ولا الأخبار تنتشر!.
فعلى هذا تعمى الأخبار، فلا يملكون جواباً هناك على قوله تعالى: (ماذا أجبتم المرسلين) فيحيط بهم الصمت من قرنهم إلى أقدامهم.
﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ﴾ فصارت الأخبار كالعمى عليهم لا يهتدي إليهم فعجزوا عن الجواب ﴿فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ﴾ لا يسأل بعضهم بعضا عنه لدهشتهم إذ الرسل تذهل عن جواب مثل هذا السؤال فنكله إلى علمه تعالى فما ظنك بالضلال.