وحيث أنّ اُسلوب القرآن هو ترك الأبواب مفتوحة بوجه الكافرين والآثمين دائماً، لعلهم يتوبون ويرجعون إلى الحق في أي مرحلة كانوا من الإثم، فإنّه يضيف في الآية التي بعدها: (فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين).
فسبيل النجاة - حسب ما يوضحه القرآن - يتلخّص في ثلاث جمل هي العودة والتوبة إلى الله، والإيمان، والعمل الصالح، وعاقبتهما النجاة والفلاح حتماً.
والتعبير بعسى "من أفعال الرجاء" مع أن الذي آمن وعمل صالحاً فهو من أهل الفلاح حتماً - ربّما كان لأنّ الإيمان والعمل الصالح مشروطان بالبقاء والدوام عليهما، وحيث أن التائبين لا يبقى جميعهم على التوبة، بل قد يعود بعضهم لعمله السابق، عبر القرآن بقول: (فعسى).. ألخ.
قال بعض المفسّرين: التعبير بـ"عسى" حين يكون من شخص كريم، فإنّه يدل على المفهوم القطعي، والله سبحانه أكرم الأكرمين.
﴿فَأَمَّا مَن تَابَ﴾ من الشرك ﴿وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ شفع الإيمان بالعمل ﴿فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ يومئذ وعسى وجوب من الله أو ترج من التائب.