بعد بيان جانب من أنعم الله في عالم النبات التي تنمو على المطر، يلي ذلك بحث جانب مهمّ من أنعم الله وهباته في عالم الحيوان (وإنّ لكم في الأنعام لعبرة)(6).
ثمّ تشرح الآية "العبرة" فتقول: (نسقيكم ممّا في بطونها).
أجل إنّ الحيوان يدرّ حليباً لذيذاً يعتبر غذاءً كاملا، ويمنح الجسم حرارة كبيرة، ويخرج الحليب من بين الدم على شكل دفعات كما ينزف الدم، لتعلموا قدرة الله حيث يتمكّن بها من خلق غذاء طاهر لذيذ من بين أشياء تبدو ملوّثة.
ثمّ تضيف الآية (ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون) إضافة إلى اللحم الذي يعتبر من أجزاء الغذاء الرئيسيّة التي يحتاجها الجسم، يستفاد من جلود الحيوان في صنع اللباس والخيم القويّة ذات العمر الطويل.
كما يستفاد من صوفها في صنع الملابس والفرش والأغطية.
ويصنع من أجزاء بدنها الدواء، ويستفاد حتّى من روثها لتسميد الأشجار والنباتات.
﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً﴾ اعتبارا ﴿نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا﴾ من اللبن ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ﴾ في أصوافها وأوبارها وغير ذلك ﴿وَمِنْهَا﴾ ومن لحومها ﴿تَأْكُلُونَ﴾.