إلاّ أنّ المفسّر الكبير العلاّمة الطباطبائي يعتقد أنّ المراد من سؤال إبراهيم هو أن وجود "لوط" بين هؤلاء القوم سيكون دليلا على رفع العذاب عنهم... ويستعين بالآيات (74) - (76) من سورة هود على هذا المقصد، لأنّ هذه الآيات تبيّن: أنّه(ع) كان يريد بقوله: (إنّ فيها لوطاً) أن يصرف العذاب بأن فيها لوطاً وإهلاك أهلها يشمله، فأجابوه بأنهم لا يخفى عليهم ذلك بل معه غيره ممن لا يشملهم العذاب وهم أهله إلاّ امرأته.(1)
لكننا نعتقد أنّ هذا الجواب من الملائكة - في صدد نجاة لوط وأهله - يدلّ بوضوح أن الكلام في هذه الآيات هو على لوط فحسب، ولكن آيات سورة هود تتحدث عن موضوع منفصل، وكما قلنا آنفاً فإنّ إبراهيم كان ليطمئن قلبه أكثر
"فلاحظوا بدقة".
﴿قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا﴾ جدال لهم بأن فيها من لا يظلم إشفاقا عليه ﴿قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا﴾ أخبر بحاله أو حال قومه ﴿لَنُنَجِّيَنَّهُ﴾ بالتخفيف والتشديد ﴿وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ الباقين في العذاب.