وتبيّن الآية الأخيرة - من الآيات مورد البحث - عاقبة عمل المحسنين، فتقول: (اُولئك على هدىً من ربّهم واُولئك هم المفلحون).
جملة (اُولئك على هدىً من ربّهم) توحي بأنّ هداية اُولئك قد ضُمنت من قبل ربّهم من جهة، ومن جهة اُخرى فإنّ التعبير بـ(على) دليل على أنّ الهداية كأنّها مطيّة سريعة السير، واُولئك قد ركبوها وأخذوا بزمامها، ومن هنا يتّضح التفاوت بين هذه الهداية، والهداية التي وردت في بداية السورة، لأنّ الهداية الاُولى هي الإستعداد لقبول الحقّ، وهذه الهداية برنامج للوصول إلى الغاية والهدف.
ثمّ إنّ جملة (اُولئك هم المفلحون) التي تدلّ على الحصر وفقاً للقواعد العربية، توحي بأنّ هذا الطريق هو الطريق الوحيد إلى الإخلاص، طريق المحسنين، طريق اُولئك المرتبطين بالله وخلقه، وطريق اُولئك الذين يؤمنون إيماناً كاملا بالمبدأ والمعاد.
﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ فسر في البقرة.