﴿نُمَتِّعُهُم﴾ في دنياهم زمانا ﴿قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ﴾ في الآخرة ﴿إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ شديد ثقيل عليهم.
ثمّ يضيف بأنّ تمتّع هؤلاء بالحياة لا ينبغي أن يثير عجبك، لأنّا (نمتّعهم قليلا ثمّ نضطرهم إلى عذاب غليظ) ذلك العذاب الأليم المستمر.
إنّ هذا التعبير لعلّه إشارة إلى أنّ هؤلاء لا يتصوّروا أنّهم خارجون عن قبضة قدرة الله سبحانه، بل إنّه يريد أن يمهل هؤلاء للفتنة وإتمام الحجّة والأهداف الاُخرى، وإنّ هذا المتاع القليل من جانبه أيضاً، وكم يختلف حال هؤلاء الذين يجرّون ويُسحبون بذلّة وإكراه إلى العذاب الإلهي الغليظ، وحال اُولئك الذين وضعوا كلّ وجودهم في طريق العبودية لله سبحانه، وإستمسكوا بالعروة الوثقى، فهم يعيشون في هذه الدنيا طاهرين صالحين، وفي الآخرة يتنعّمون بجوار رحمة الله.