تقول الآية: (تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين)(1).
هذه الآية - في الواقع - جواب عن سؤالين: الأوّل عن محتوى هذا الكتاب السماوي، فتقول في الجواب: إنّ محتواه حقّ ولا مجال لأدنى شكّ فيه.
والسؤال الثّاني يدور حول مبدع هذا الكتاب، وفي الجواب تقول: إنّ هذا الكتاب من قبل ربّ العالمين.
ويحتمل في التّفسير أيضاً أنّ جملة (من ربّ العالمين) جاءت دليلا وبرهاناً لجملة (لا ريب فيه)، فكأنّ سائلا يسأل: ما هو الدليل على أنّ هذا الكتاب حقّ، ولا مجال للشكّ فيه؟ فتقول: الدليل هو أنّه من ربّ العالمين الذي يصدر منه كلّ حقّ وحقيقة.
ثمّ إنّ التأكيد على صفة (ربّ العالمين) من بين صفات الله سبحانه قد يكون إشارة إلى أنّ هذا الكتاب مجموعة من عجائب عالم الخلقة، وعصارة حقائق عالم الوجود، لأنّه من ربّ العالمين.
وينبغي الإلتفات أيضاً إلى أنّ القرآن لا يريد هنا الإكتفاء بالإدّعاء الصرف، بل يريد أن يقول: إنّ الشيء الظاهر للعيان لا يحتاج إلى البيان، فإنّ محتوى هذا الكتاب شاهد بنفسه على صحّته وأحقّيته.
ثمّ يشير إلى التهمة التي طالما وجهها المشركون والمنافقون إلى هذا الكتاب السماوي العظيم حيث قالوا: إنّ هذا الكتاب من تأليف محمّد.
الم تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ