(وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا)(1).
(السادة) جمع "سيّد"، وهو المالك العظيم الذي يتولّى إدارة المدن المهمّة أو الدول، و "الكبراء" جمع "كبير" وهو الفرد الكبير سواء من ناحية السنّ، أو العلم، أو المركز الإجتماعي وأمثال ذلك.
وبهذا فإنّ السادة إشارة إلى رؤساء البلاد العظام، والكبراء هم الذين يتولّون إدارة الاُمور تحت إشراف اُولئك السادة، ويعتبرون معاونين ومشاورين لهم، وكأنّهم يقولون: إنّنا قد جعلنا طاعة السادة محل طاعة الله، وطاعة الكبراء مكان طاعة الأنبياء، فابتلينا بأنواع الإنحرافات والتعاسة والشقاء.
من البديهي أنّ معيار السيادة وكون الشخص كبيراً بين اُولئك الأقوام هو القوّة والسيطرة، والمال والثروة الغير مشروعة، والمكر والخداع.
وربّما كان إختيار هذين التعبيرين هنا من أجل أنّهم يحاولون توجيه عذرهم ويقولون: لقد كنّا تحت تأثير العظمة الظاهرية لاُولئك.
﴿وَقَالُوا﴾ أي الأتباع منهم ﴿رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا﴾ وهم قادتهم في الكفر ﴿فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ سبل الحق.