ولهذه الأقوام تأريخ معيّن وأجل محدود (ما تسبق من اُمّة أجلها وما يستأخرون) فلو صدر الأمر الحتمي بنهاية حياتهم فسيهلكوا فوراً، دون تأخير لحظة أو تقديم لحظة.
"الأجل" بمعنى العمر ومدّة الشيء، كأن نقول: أجل هذا الصكّ ثلاثة أشهر، أي أنّ مدّته تنتهي بعد ثلاثة أشهر، أو إلى أجل مسمّى أي إلى تاريخ محدّد.
وكما قلنا سابقاً فالأجل نوعان: "المحتّم" و "المشروط"، فالأجل المحتّم إنتهاء عمر الإنسان أو عمر قوم ما، ولا تغيير فيه.
أمّا الأجل المشروط فيمكن أن يتغيّر حسب تغيّر الظروف فيزداد أو ينقص، وقد تحدّثنا عن ذلك سابقاً بإسهاب(1).
وعلى كلّ حال، فإنّ الآية السابقة تشير إلى "الأجل المحتّم".
﴿مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا ﴾ بأن تهلك قبله ﴿وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ﴾ عنه وذكر ضمير ها للمعنى.