يقول تعالى في الآية التالية بصراحة وكتلخيص وإستنتاج لهذه القصّة (ذلك جزيناهم بما كفروا).
ويجب أن لا يتبادر إلى الذهن بأنّ هذا المصير يخصّ هؤلاء القوم، بل إنّ من المسلّم أنّه يعمّ كلّ من كانت لهم أعمال شبيهة بأعمال هؤلاء.
وهكذا تضيف الآية (وهل نجازي إلاّ الكفور).
كان هذا مختصراً عن مصير "قوم سبأ" الذي سنفصّله أكثر في تفسير الآيات اللاحقة.
1- "بلدة": خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هذه بلدة طيّبة وهذا ربّ غفور.
2- يمكن أن يكون هذا الخطاب الإلهي لهؤلاء القوم على أحد إحتمالين، فإمّا أن يكون قد أبلغ ذلك بواسطة الأنبياء المبعوثين منهم، كما قال به بعض المفسّرين، أو أنّ هذه النعم كانت توصل إلى إدراكهم مثل هذا الخطاب.
3- لسان العرب مادّة "عرم" ج12، ص396.
4- نقل هذا المثل على صورتين "تفرّقوا أيدي سبأ" و "أيادي سبأ"، ففي الشكل الأوّل إشارة إلى التمزّق البشري، والشكل الثّاني إشارة إلى تمزّق الأموال والنعم والإمكانات، لأنّ "أيادي" عادةً تستعمل بمعنى النعم.
﴿ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ﴾ معطوفان على الأكل لا على خمط إذ لا أكل للأثل وهو الطرفاء وتقليل السدر لطيب ثمرة وهو النبق.