التّفسير
قيام موسى وهلاك الفراعنة:
كان الحديث حتّى الآن عن أقوام بعث الله لهم رسلا قبل موسى (ع)، وهلكوا.
أمّا الآيات موضع البحث فقد تحدّثت بإختصار جدّاً عن إنتفاضة موسى وهارون على الفراعنة، ومصير هؤلاء القوم المستكبرين فقالت: (ثمّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين).
وهناك تفاسير عديدة لما تقصده كلمة "الآيات" وعبارة (سلطان مبين) وما الفرق بينهما؟
1 - قال بعض المفسّرين: إنّ "الآيات" تعني المعجزات التي أعطاها الله لموسى بن عمران (الآيات التسع).
وتقصد عبارة "سلطان مبين" المنطق القوي والبرهان الدافع لموسى (ع) أمام الفراعنة.
2 - التّفسير الثّاني أنّ "الآيات" تعني جميع معاجز موسى(ع)، ويقصد بعبارة (سلطان مبين) بعض معاجز موسى المهمّة كعصاه واليد البيضاء، لأنّ لهما خصائص ساعدت موسى على الإنتصار على الفراعنة.
3 - واحتمل البعض أنّ كلمة "الآيات" إشارت إلى آيات "التوراة"، وبيان التعاليم وما شاكل ذلك، وعبارة "سلطان مبين" إشارة إلى معجزات موسى (ع).
إلاّ أنّه لو لاحظنا إستعمالات عبارة "سلطان مبين" في القرآن المجيد لوجدنا التّفسير الأوّل أقرب إلى الصواب، لأنّ كلمة "سلطان" أو "سلطان مبين" وردت في القرآن بمعنى الدليل والمنطق الواضح(1).
﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا﴾ المعجزات ﴿وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ برهان ظاهر.