التّفسير
لا يغرنّكم الشيطان والدنيا
ينتقل القسم الثاني من هذه المجموعة من الآيات- وبعد أن كان الحديث حول توحيد الخالقية والرازقية- إلى الحديث في تفصيل البرامج العملية للرسول (ص)ويوجّه الخطاب إليه أوّلا، ثمّ لعموم الناس وبيان المناهج العملية لهم بعد تفصيل البرامج العقائدية سابقاً.
في البداية تقدّم الآيات للرسول درس الإستقامة على الصراط السوي، والذي هو أهمّ الدروس له، فتقول الآية الكريمة: (وإن يكذّبوك فقد كذبت رسل من قبلك) فهؤلاء الرسل الذين سبقوك قاوموا، ولم يهدأ لهم بال في أداء رسالتهم، وأنت أيضاً يجب أن تقف بصلابة، وتؤدّي رسالتك، والبقية بعهدة الله. (وإلى الله ترجع الاُمور) فهو الناظر والرقيب على كلّ شيء، وسوف يحاسب على جميع الأعمال.
فهو تعالى لا يتغافل عن المشاق التي تتحمّلها في هذا الطريق، كما أنّه لن يترك هؤلاء المكذّبين المخالفين المعاندين يمضون دون عقاب، فقد يكون للقلق محلّ لو لم يكن ليوم القيامة وجود، أمّا مع وجود تلك المحكمة الإلهية العظيمة، وتلك الكتابة لكلّ أعمال البشر لذلك اليوم العظيم، فأيّ داع للقلق بعد؟
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ﴾ فاصبر كما صبروا تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلّم) ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ فيجازي الصابرين والمكذبين.