وتضيف الآية التالية (وإن كلّ لمّا جميع لدينا محضرون)(4).
أي أنّ المسألة لا تنتهي بهلاكهم وعدم إستطاعتهم العودة إلى هذه الدنيا، كلاّ فانّ الموت في الحقيقة بداية الشوط وليس نهايته، فعاجلا سيحضر الجميع في عرصة المحشر للحساب، ثمّ العقاب الإلهي المتلاحق والمستمر في إنتظارهم.
إذا كانت الحال كذلك أفلا ينبغي عليهم الإعتبار من مصير هؤلاء السابقين لهم، والإستفادة من الفرصة قبل الفوت للإبتعاد عن مواجهة ذلك المصير المشؤوم.
نعم، فلو كان الموت خاتمة لكلّ شيء، لكان ممكناً أن يقولوا بأنّه بداية راحتهم، ولكن ياحسرة!! وكما يقول الشاعر:
ولو أنّا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كلّ حيٍّ
ولكنّا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كلّ شيء
﴿وَإِن كُلٌّ لَّمَّا﴾ إن المخففة واللام فارقة وما زائدة وقرىء بالتشديد بمعنى إلا، وإن نافية ﴿جَمِيعٌ﴾ خبر كل أي مجموع ﴿لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ للحساب