وهنا تتعالى صرخات المشركين المغرورين وتبيّن ضعفهم وعجزهم وعوزهم، ويقولون: الويل لنا فهذا يوم الدين (وقالوا ياويلنا هذا يوم الدين).
نعم، فعندما تقع أعينهم على محكمة العدل الإلهي وشهودها وقضاتها، وعلى علامات العقاب فإنّهم- من دون أن يشعروا- يصرخون ويبكون، ويعترفون بحقيقة البعث، الإعتراف الذي يعجز عن إنقاذهم من العذاب، أو تخفيف العقاب الذي ينتظرهم.
وهنا يوجّه إليهم الخطاب من الباري عزّوجلّ أو من ملائكته: نعم، اليوم هو يوم الفصل الذي كنتم به تكذّبون، يوم فصل الحقّ عن الباطل، وفصل المجرمين عن المتّقين، ويوم المحكمة الإلهيّة الكبرى (هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذّبون).
ومثل هذه العبارات وردت في آيات اُخرى من آيات القرآن الكريم، والتي تتناول يوم القيامة، وتعتبره يوم الفصل، وهي عبارات عجيبة ورهيبة؟!(4).
﴿وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ والجزاء.