إبراهيم (ع) الذي نجا بإرادة الله من هذه الحادثة الرهيبة والمؤامرة الخطيرة التي رسمها أعداؤه له، وخرج مرفوع الرأس منها، صمّم على الهجرة إلى أرض بلاد الشام، إذ أنّ رسالته في بابل قد إنتهت، (وقال إنّي ذاهب إلى ربّي سيهدين).
من البديهات أنّ الله لا يحويه مكان، والهجرة التي تتمّ في سبيله من المجتمع الملوّث الفاسد إلى المجتمع الطاهر الصافي، فإنّها هجرة إلى الله.
فالهجرة إلى أرض الأنبياء والأولياء ومهبط الوحي الإلهي، هي هجرة إلى الله، مثلما يعرف السفر إلى مكّة المكرّمة بأنّه سفر إلى الله، خاصّة وأنّ هجرة إبراهيم(ع) كانت من أجل تنفيذ واجب رسالي إلهي، وأنّ الله كان هاديه ومرشده خلال السفر.
﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ إلى ما فيه صلاحي في الدارين قال ﴿رَبِّ هَبْ لِي﴾ ولدا ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.