ثمّ يضيف القرآن الكريم (إنّ هذا لهو البلاء المبين).
عمليّة ذبح الإبن البارّ المطيع على يد أبيه، لا تعدّ عمليّة سهلة وبسيطة بالنسبة لأب إنتظر فترة طويلة كي يرزقه الله بهذا الإبن، فكيف يمكن إماتة قلبه تجاه ولده؟ والأكثر من ذلك إستسلامه ورضاه المطلق- من دون أي إنزعاج- لتنفيذ هذا الأمر، وتنفيذه كافّة مراحل العملية من بدايتها إلى نهايتها، بصورة لا يغفل فيها عن أي شيء من الإستعداد لعملية الذبح نفسياً وعمليّاً.
والذي يثير العجب أكثر هو التسليم المطلق لهذا الغلام أمام أمر الله، إذ استقبل أمر الذبح بصدر مفتوح وإطمئنان يحفّه اللطف الإلهي، وإستسلام في مقابل هذا الأمر.
لذا فقد ورد في بعض الروايات أنّ جبرئيل هتف "الله أكبر" "الله أكبر" أثناء عمليّة الذبح لتعجّبه.
فيما هتف إسماعيل "لا إله إلاّ الله، والله أكبر".
ثمّ قال إبراهيم "الله أكبر ولله الحمد"(2).
وهذه العبارات تشبه التكبيرات التي نردّدها في يوم عيد الأضحى.
﴿إِنَّ هَذَا﴾ التكليف بالذبح ﴿لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ﴾ الابتلاء البين