ويضيف القرآن، وقد ألقينا به في منطقة جرداء خالية من الأشجار والنباتا، وهو مريض (فنبذناه بالعراء وهو سقيم).
فالحوت الضخم لفظ يونس- الذي لم يكن غذاءً صالحاً لذلك الحوت- على ساحل خال من الزرع والنبات، والواضح أنّ ذلك السجن العجيب أثر على سلامة وصحّة جسم يونس، إذ أنّه تحرّر من هذا السجن وهو منهار ومعتل.
إنّنا لا نعلم كم أمضى يونس من الوقت في بطن الحوت، فمن المسلّم به أنّه لا يمكن تجنّب المؤثّرات هناك مهما كانت الفترة الزمنية التي قضاها في بطن الحوت، صحيح أنّ الأمر الإلهي كان قد صدر في أن لا يهضم يونس داخل بطن الحوت، ولكن هذا لا يعني أن لا يتأثّر بعض الشيء بمؤثّرات ذلك السجن، لذا فقد كتب بعض المفسّرون أنّ يونس خرج من بطن الحوت وكأنّه فرخ دجاجة ضعيف وهزيل جدّاً لا يمتلك القدرة على الحركة.
﴿فَنَبَذْنَاهُ﴾ ألقيناه من بطنه ﴿بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ المكان الخالي من نبت يستره من يومه أو بعد ثلاثة أيام أو أكثر ﴿وهو سقيم﴾ كفرخ لا ريش عليه