4- النعمة الرابعة التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على نبيّه سليمان:
هي إعطاؤه الصلاحيات الواسعة والكاملة في توزيع العطايا والنعم على من يريد، ومنعها عمّن يريد حسب ما تقتضيه المصلحة، (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب).
عبارة (بغير حساب) إمّا أن تكون إشارة إلى أنّ الباريء عزّوجلّ قد أعطى لسليمان صلاحيات واسعة لن تكون مورد حساب أو مؤاخذة، وذلك لصفة العدالة التي كان يتمتّع بها سليمان في مجال إستخدام تلك الصلاحيات، أو أنّ العطاء الإلهي لسليمان كان عظيماً بحيث أنّه مهما منح منه فإنّه يبقى عظيماً وكثيراً.
وقال بعض المفسّرين: إنّ هذه العبارة تخصّ- فقط- الشياطين المقرنين بالأصفاد، وتخاطب سليمان بأنّه يستطيع إطلاق سراح أي منهم (إن رأى في ذلك صلاحاً، وإبقاء من يشاء في قيوده إن رأى الصلاح في ذلك.
إلاّ أنّ هذا المعنى مستبعد، لأنّه لا يتلاءم مع ظاهر كلمة (عطائنا).
﴿هَذَا عَطَاؤُنَا﴾ أي قلنا له هذا الذي أعطيناك من الملك والتسليط ﴿فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ﴾ أعط من شئت وامنع من شئت ﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ ولا حرج عليك.