وفي المرحلة الخامسة تقول الآية: هل أنّ عذرهم في فرارهم من الحقّ هو أنّك تريد منهم أجراً على دعوتك: (أم تسألهم خرجاً فخراج ربّك خير وهو خير الرازقين)(2).
فلو طلب قائد ديني أجراً من الناس مقابل وعظهم ودعوتهم إلى الحقّ لأعطى المتعذّرين ذريعةً للإعراض عنه والطعن عليه، فيعرضون عنه بحجّة عدم قدرتهم المالية، ويتّهمونه بأنّه ما دعاهم إلاّ ابتغاء منافع خاصّة به.
مضافاً إلى أنّ البشر ما يملك من شيء ليمنحه؟ أليس الله سبحانه وتعالى رزّاق العباد؟
والقرآن الكريم بإيضاحه هذه المراحل الخمس برهن على أنّ هؤلاء الحمقى (المشركين) لا يرضخون للحقّ، وأنّ أعذارهم في إنكار الحقّ أعذار واهية.
﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا﴾ أجرا على تبليغ الرسالة ﴿فَخَرَاجُ رَبِّكَ﴾ رزقه في الدنيا وثوابه في الآخرة ﴿خَيْرٌ﴾ منه لدوامه وكثرته ﴿وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ أفضل من أعطى.