ثمّ تبيّن الهدوء والسكينة التي تحيط بأهل الجنّة، إذ تقول: (متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب)(5). أي إنّهم متكئون على سرر فيها، وقد هيّئت لهم مختلف أنواع الفاكهة والأشربة، وإنّهم متى ما طلبوها فإنّها تأتيهم في الحال.
وهنا يطرح سؤال هو: هل أنّ هناك من يحمل تلك الفاكهة، والأشربة ويقدّمها لأهل الجنّة، أم أنّها تأتيهم من دون أن يحملها أحد إليهم؟
كلا الإحتمالين واردان.
والتأكيد على "الفاكهة" و "الشراب" لعلّه إشارة إلى أنّ الفاكهة هي أكثر غذاء أهل الجنّة رغم وجود أنواع اُخرى من الغذاء ذكر في بعض آيات القرأن المجيد، كما هو الحال في عالم الدنيا إذ أنّ الفاكهة تشكّل أفضل وأسلم غذاء للإنسان.
صفة (كثيرة) تشير إلى وجود أنواع مختلفة من الفاكهة، وأنواع متعدّدة أيضاً من الشراب الطاهر الذي يتوفّر في الجنّة، وذلك ما أشارت إليه أيضاً آيات مختلفة في القرآن المجيد.
﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾ أي يتحكمون في ثمارها وشرابها فإذا قالوا لشيء منها أقبل حصل عندهم.