وعلى أيّة حال، فإنّ الصوت يصل إلى مسامع الأتباع الذين يغضبون من كلام أئمّة الضلال، ويلتفتون إليهم قائلين: (قالوا بل أنتم لا مرحباً بكم أنتم قدّمتموه لنا فبئس القرار).
الجملة الأخيرة (بئس القرار) تقابل (جنّات عدن) الواردة بحقّ المتّقين، وهي إشارة إلى المصاب العظيم الذي حلّ بهم، وهو أنّ جهنّم ليست بمكان مؤقت لهم، وإنّما هي مقرّ دائم. وأراد الأتباع من جوابهم القول: بأنّ من حسن الحظّ أنّكم (أي أئمّة الضلال والشرك) مشتركون معنا في هذا الأمر. وهذا يشفي غليل قلوبنا (وكأنّهم شامتون بأئمّتهم) أو هي إشارة إلى أنّ جريمتكم بحقّنا جريمة عظيمة، لأنّ جهنّم ستكون مقرّاً دائماً لنا وليست مكاناً مؤقتاً.
﴿قَالُوا﴾ أي الأتباع ﴿بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ﴾ أحق بما قلتم أنتم ﴿قَدَّمْتُمُوهُ﴾ أي العذاب ﴿لَنَا﴾ بحملكم إيانا على العمل الذي هذا جزاؤه ﴿فَبِئْسَ الْقَرَارُ﴾ المقر لنا ولكم جهنم.