التّفسير
إنّما أنا نذير!:
البحوث السابقة التي تناولت موضوع العقاب الأليم الذي سينال أهل جهنّم، والاُخرى التي إستعرضت العذاب والعقاب الدنيوي الذي نزل بالاُمم الظالمة البائدة، كلّها كانت تحمل طابع إنذار وتهديد للمشركين والعاصين والظالمين.
أمّا آيات بحثنا فتتابع ذلك البحث، إذ جاء في اُولى آياتها (قل إنّما أنا منذر).
صحيح أنّ رسول الله (ص) مبشّر أيضاً، وأنّ القرآن الكريم يحوي كلا الأمرين، أي الإنذار والبشرى، ولكن بما أنّ البشرى تخصّ المؤمنين فإنّ الإنذار يخصّ المشركين والمفسدين، والحديث هنا يخصّ المجموعة الأخيرة، وإعتمد فيه على الإنذار.
ثمّ يضيف (وما من إله إلاّ الله الواحد القهّار).
كلمة (القهّار) وردت في هذه العبارة، كي لا يغترّ أحد بلطف الله، ويظنّ أنّه يعيش في مأمن من قهر الله، ولكي لا يغرق في مستنقع الكفر وإرتكاب الذنب.
﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ﴾ مخوف بالعذاب ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ لكل شيء