وهنا تحوّ (الحسد) إلى (عداء)، العداء الشديد والمتأصّل، كما قال القرآن: (قال ربّ فانظرني إلى يوم يبعثون).
هذه الآية تبيّن أنّ الشيطان طلب من الله سبحانه وتعالى أن يمهله، فهل طلب أن يمهله ليسكب عبرات الحسرة والندامة على ما فعله من قبل، أم أنّه طلب مهلة لإصلاح عصيانه القبيح؟
كلاّ، إنّه طلب من الباريء عزّوجلّ أن يمهله إلى يوم يبعثون كي ينتقم من أبناء آدم(ع) ويدفعهم جميعاً إلى طريق الضلال، رغم علمه بأنّ إضلاله لكلّ إنسان سوف يضيف لذنوبه حملا ثقيلا جديداً من الذنوب، ويغرقه في مستنقع الكفر والعصيان، كلّ ذلك بسبب اللجاجة والتكبّر والغرور والحسد، فما أكثر المصائب التي تتولّد للإنسان من هذه الصفات الذميمة.
7وفي الحقيقة، إنّه كان يريد الإستمرار في إغواء بني آدم حتّى آخر فرصة متاحة له، لأنّ في يوم البعث تسقط التكاليف عن الإنسان، ولا معنى هناك للوساوس والإغواءات، إضافةً إلى هذا فقد طلب من الله عزّوجلّ أن يبقيه حيّاً إلى يوم القيامة، رغم أنّ كلّ الموجودين في العالم يموتون في هذه الدنيا.
﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ﴾﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ فسر في الحجر.