ولكن ليس إلى يوم البعث الذي تبعث فيه الخلائق، وإنّما إلى زمان معلوم، قال تعالى: (إلى يوم الوقت المعلوم).
وهنا أعطى المفسّرون آراء مختلفة بشأن تفسير (يوم الوقت المعلوم) حيث قال البعض: إنّه يوم نهاية العالم، لأنّ كلّ الموجودات الحيّة من ذلك اليوم تموت، وتبقى ذات الله المقدّسة فقط، كما ورد في الآية (88) من سورة القصص: (كلّ شيء هالك إلاّ وجهه) وبهذا الشكل فقد استجيب لجزء من مطالب إبليس.
والبعض الآخر قال: إنّ ذلك اليوم هو يوم القيامة، ولكن هذا الإحتمال لا يتلاءم مع ظاهر آيات بحثنا التي يتّضح منها أنّ الباريء عزّوجلّ لم يستجب لكلّ مطاليبه، كما أنّ هذا الإحتمال لا يتلاءم حتّى مع بقيّة آيات القرآن الكريم التي تتحدّث عن موت الجميع مع نهاية هذا العالم.
وقال البعض: إنّ هذه الآية يحتمل أنّها تشير إلى زمان لا يعرفه أحد سوى الله سبحانه وتعالى.
ولكن التّفسير الأوّل أنسب من بقيّة التفاسير، وقد وردت رواية في تفسير البرهان نقلا عن الإمام الصادق (ع)، وتقول بأنّ إبليس يموت في الفترة ما بين النفخة الاُولى والثانية(2).
﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ﴾﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ فسر في الحجر.