التّفسير
عليك الاخلاص في الدين!
هذه السورة تبدأ بآيتين تتحدثان عن نزول القرآن المجيد: الأولى تقول: إن الله هو الذي أنزل القرآن، والثانية: تبيّن محتوى وأهداف القرآن.
في البداية تقول: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)(1).
من الطبيعي أنّ كلّ كتاب تتمّ معرفته من خلال مؤلفه أو منزله، وعندما ندرك أنّ هذا الكتاب السماوي الكبير مستلهم من علم الله القادر والحكيم، الذي لا يقف أمام قدرته المطلقة شيء، ولا يخفى على علمه المطلق أمر، لأيقنّا بلا عناء أن محتوياته حقّ وكلّها حكمة ونور وهداية.
مثل هذه العبارات عندما ترد في بدايات سور القرآن، ترشد المؤمنين إلى هذه الحقيقة، وهي أن كلّ ما هو موجود في القرآن المجيد هو كلام الله وليس بكلام الرّسول (ص)، ورغم كون كلامه (ص) بليغاً وحكيماً أيضاً.
﴿تَنزِيلُ الْكِتَابِ﴾ القرآن مبتدأ خبره ﴿مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ﴾ في سلطانه ﴿الْحَكِيمِ﴾ في تدبيره.