التّفسير
أولئك الذين يصدقون كلام الله:
هذه الآيات تواصل البحث الخاصّ بموقف الناس في ساحة المحشر، وتخاصمهم في تلك المحكمة الكبرى، وتقسم آيات بحثنا إلى مجموعتين هما (المكذبون) و (المصدقون).
والقرآن الكريم يعطي صفتين لأصحاب المجموعة الأولى، أي "المكذبين"،قال تعالى: (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه).
الكافرون والمشركون يكذبون كثيراً على الباريء عزّوجلّ، فأحياناً يعتبرون الملائكة بنات الله، وأحياناً يقولون: عيسى هو ابن الله، وأحياناً اُخرى يعتبرون الأصنام شفعاء لهم عند الله، وأحياناً يبتدعون أحكاماً كاذبة في الحلال والحرام وينسبونها إلى الله، وما شابه ذلك.
وأمّا الكلام الصادق الذي أنزل إليهم وكذّبوه فهو القرآن المجيد.
خاتمة الآية تبيّن في جملة قصيرة جزاء أمثال هؤلاء الأفراد، قال تعالى: (أليس في جهنم مثوى الكافرين)(1).
﴿فَمَنْ﴾ أي لا أحد ﴿أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ﴾ بنسبة الشريك والولد إليه ﴿وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ﴾ القرآن ﴿إِذْ جَاءهُ﴾ بلا ترو فيه ﴿أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى﴾ مقام ﴿لِّلْكَافِرِينَ﴾.