وتضيف الآية التالية (قد قالها الذين من قبلهم فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون)(2).
نعم، فقارون وأمثاله من المغرورين يتصورون أنّهم حصلوا على الأموال بسبب لياقتهم وغفلوا عن أنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي منّ بهذه النعم عليهم وأنّه المصدر الأصل للنعم والواهب الحقيقي لها، وأنّهم كانوا ينظرون فقط للأسباب الظاهرية، لكن التاريخ بيّن أنّه عندما خسف الباريء عزّوجلّ الأرض بأُولئك لم يسرع أحد إلى مساعدتهم، ولم تنفعهم أموالهم، كما ورد في سورة القصص الآية (81) (فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله).
وليس قارون - وحده - ابتلي بهذا العذاب، وإنّما أقوام عاد وثمود وسبأ وأمثالهم ابتلوا - أيضاًـ وكان لهم نفس المصير.
﴿قَدْ قَالَهَا ﴾ أي تلك الكلمة أو المقالة ﴿الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ قارون وقومه لرضاهم بها ﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ من المال