ثم يقول: (فأصابهم سيئات ما كسبوا).
فكل واحد منهم ابتلي بنوع من العذاب الإلهي وهلك، كابتلائهم بالطوفان والسيل والزلزال والصيحة السماوية.
ويضيف: إنّ هذا المصير لا ينحصر باُولئك الاقوام وحسب بل إنّ مشركي مكّة سيبتلون في القريب العاجل بعواقب أعمالهم السيئة، ولا يستطيع أحد منهم أن يفرّ من قبضة العذاب الإلهي الذي سينزل بهم جميعاً (والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين).
وسينال هذا العذاب والإبتلاء كلّ الطغاة والمغرورين والمشركين، وفي كلّ العصور والقرون.
ومن جهة اُخرى ورد احتمالان في هل أنّ المراد من عبارة (سيصيبهم سيئات ما كسبوا) هو العذاب الدنيوي أم العذاب الاُخروي، ولكن بقرينة (فأصابهم سيئات ما كسبوا) فإنّ التّفسير الأوّل أنسب.
القرآن الكريم أجاب على ادعاءات الذين يزعمون أنّهم حصلوا على النعم الدنيوية بعلمهم وقدرتهم، عندما دعاهم إلى مراجعة تأريخ الأولين للإطلاع على أنواع الإبتلاءات والعذاب الذي ابتلوا به بسبب مزاعمهم الباطلة، وهذا هو ردّ تأريخي وواقعي.
﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا﴾ جزاءه سمي سيئة للمقابلة ﴿وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء﴾ أي قريش ﴿سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ﴾ بفائتين وقد أصابهم القحط سبع سنين والقتل ببدر