في الآية التي تليها استمرار دعاء حملة العرش للمؤمنين، يقول تعالى: (ربّنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم).
وأيضاً: (ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم)(2).
لماذا؟ لـ (إنك أنت العزيز الحكيم).
هذه الآية التي تبدأ بكلمة (ربّنا) التي يطلب حملة العرش والملائكة المقرّبون بها من خالقهم - بإصرارـ أن يتلطف بعباده المؤمنين، ويركزّون في هذا الطلب على مقام ربوبيته تعالى، وهؤلاء لا يريدون من خالقهم انقاذ المؤمنين من عذاب القيامة وحسب، بل إدخالهم في جنات خالدة، ليس وحدهم وإنّما مع آبائهم وأزواجهنم وأبنائهم السائرين على خطّهم في الإستقامة والإيمان... إنّهم يطلبون الدعم من عزّته وقدرته، أمّا الوعد الإلهي الذي أشارت إليه الآية فهو نفس الوعد الذي ورد مراراً على لسان الأنبياء لعامة الناس.
أمّا تقسيم المؤمنين إلى مجموعتين، فهو في الواقع يكشف عن حقيقة أنّ هناك مجموعة تأتي بالدرجة الأولى، وهي تحاول أن تتبع الأوامر الإلهية بشكل كامل.
أمّا المجموعة الأُخرى فهي ليست بدرجة المجموعة الأولى ولا في مقامها، وإنّما بسبب انتسابها إلى المجموعة الأولى ومحاولتها النسبية في اتباعها سيشملها دعاء الملائكة .
﴿وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ﴾ أي عقوباتها وتعم عذاب الجحيم وغيره أو المعاصي في الدنيا ﴿وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ﴾ يوم القيامة أو في الدنيا ﴿فَقَدْ رَحِمْتَهُ﴾ في الآخرة ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ أي الرحمة.