الله تبارك وتعالى لم يترك عبده المؤمن المجاهد وحيداً وإنّما: (فوقاه الله سيئات ما مكروا).
إنّ التعبير بـ (سيئات ما مكروا) يفيد أنّهم وضعوا خططاً مختلفة ضدّه... ترى ما هي هذه الخطط؟
في الواقع، إنّ القرآن لم يذكرها بل تركها مجهولة، لكنّها - حتماً - لا تخرج عن ألوان العقاب والتعذيب ينزلونه بالرجل قبل أن يحل به القتل والإعدام، إلاّ أنّ اللطف الإلهي أبطل مفعولها جميعأ وأنجاه منهم.
تفيد بعض التفاسير أنّ مؤمن آل فرعون انتهز فرصة مناسبة فالتحق بموسى(ع)، وعبّر البحر مع بني إسرائيل. وقيل أيضاً: أنّهُ هرب إلى الجبل عندما صدر عليه قرار الموت، وبقي هناك مختفياً عن الأنظار(3).
ومن الطبيعي أن لا يكون هناك تعارض بين الرأيين، إذ يمكن أن يكون قد هرب إلى الجبل أولا، ثمّ التحق ببني إسرائيل.
وقد يكون من مؤامراتهم عليه، محاولتهم فرض عبادة الأصنام عليه وإخراجه من خط التوحيد، إلاّ أن الله تبارك وتعالى أنجاه من مكرهم ورسخ قدمه في طريق الإيمان والهدى.
أمّا القوم الظالمون فقد كان مصيرهم ما يرسمه لنا القرآن الكريم: (وحاق بآل فرعون سوء العذاب)(4).
﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ من قصد قتله ﴿وَحَاقَ﴾ أحاط ﴿بِآلِ فِرْعَوْنَ﴾ قومه معه ﴿سُوءُ الْعَذَابِ﴾ الغرق أو النار.