وتنتهي الآية بتهديد من خلال قوله تعالى: (فسوف يعلمون)أي سوف يعلمون نتيجة أعمالهم وعاقبة أعمالهم السيئة وذلك في وقت (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم) أيّ يلقي بهم في الماء المغلي ثمّ (في النّار يسجرون)(1).
"يسجرون" من كلمة "سجر" على وزن "فجر" وتعني إشعال النّار وزيادة لهيبها -كما ذهب إليه الراغب في مفرداته-.
أمّا الآخرون من أرباب اللغة والتّفسير فيقولون: إنها تعني ملء التنور بالنار(2).
لذلك يذهب بعض المفسّرين إلى أنّ هذه المجموعة من الكفّآر تصبح وقوداً للنار، كما نقرأ ذلك في الآية (24) من سورة البقرة: (فاتقوا النّار التي وقودها النّاس والحجارة).
البعض الآخر يقول: إنّ معنى الآية هو أنّ هؤلاء ستملأ النّار كلّ وجودهم وتستوعب كامل كيانهم. (طبعاً ليس ثمّة تعارض بين المعنيين).
هذا النوع من العقاب للمعاندين والمتكبرين والمجادلين يعتبر في الواقع انعكاس لأعمالهم في هذه الدنيا، حيث كذّبوا بآيات الله بسبب كبريائهم وغرورهم، وقيدوا أنفسهم بسلاسل التقليد الأعمى، وفي يوم الجزاء والقيامة ستطوقهم السلاسل من الأعناق بمنتهى الذلّة، وسيسحبون أذلاء إلى نار جهنم وبئس المصير.
إضافة إلى هذا العذاب الجسماني سيعاقبون بمجموعة من أنواع العذاب الروحي والنفسي كما تشير إليه الآية التالية، حيث يقول تعالى: (ثم قيل لهم أينما كنتم تشركون من دون الله)؟!
﴿فِي الْحَمِيمِ﴾ الشديد الحر أو حر النار ﴿ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ﴾ يوقدون.