ولمثل هؤلاء يصدر الخطاب الإلهي: (ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين).
هذه الآية تؤّكد مرّة اُخرى على أنّ التكبر هو أساس المصائب، ذلك أنّ التكبر هو قاعدة الفساد، ويحجب البصائر عن رؤية الحق ويجعل الإنسان يخالف دعوة الأنبياء(عليهم السلام).
ثم تشير الآية إلى أبواب جهنّم بقوله تعالى: (أبواب جهنّم).
ولكن هل الدخول من أبواب جهنّم يعني أن لكل مجموعة باب معين تدخل منه، أو أنّ كلّ مجموعة منهم تدخل من أبواب متعدّدة؟
أي أنّ جهنّم تشبه السجون المخيفة التي تتداخل فيها الأبواب والدهاليز والممرات والطبقات، فبعض الضالين المعاندين يجب أن يسلكوا كلّ هذه الأبواب والممرات والطبقات قبل أن يستقروا في قعر جهنّم.
وممّا يؤيد هذا التّفسير ما يروى عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) أنّه أجاب عن سؤال في تفسير قوله تعالى: (لها سبعة أبواب بكل باب منهم جزء مقسوم) :(5) أنّه قال: إنّ جهنّم لها سبعة أبواب، أطباق بعضها فوق بعض، ووضع إحدى يديه على الأُخرى، فقال هكذا"(6).
وثمّة تفسير آخر نستطيع أن نقف على خلاصته بالشكل الآتي: إنّ أبواب جهنم - كأبواب الجنّة - إشارة إلى العوامل المختلفة التي تؤدي بالإنسان إلى دخولها، فكل نوع من الذنوب أو نوع من أعمال الخير يعتبر باباً.
وثمّة ما يشير الى ذلك في الروايات الإسلامية، ووفق هذا المعنى فإنّ العدد(السابع) هو كناية عن الكثرة، وما ورد في القرآن الكريم من أنّ للجنّة ثمانية أبواب هو إشارة إلى ازدياد عوامل الرحمة على عوامل العذاب (راجع ذيل الآية 44 سورة الحجر).
وهذان التّفسيران لا يتعارضان فيما بينهما.
﴿ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ﴾ السبعة ﴿خَالِدِينَ﴾ مقدرين الخلود ﴿فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ جهنم.