التّفسير
منافع الأنعام المختلفة:
تعود الآيات التي بين أيدينا للحديث مرّة اُخرى عن علائم قدرة الخالق (جلّ وعلا) ومواهبه العظيمة لبني البشر، وتشرح جانباً منها كي تزيد من وعي الإنسان ومعرفته بالله تعالى، وليندفع نحو الثناء والشكر فيزداد معرفة بخالقه.
يقول تعالى: (الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون).
فبعضها يختص بالغذاء كالأغنام، وبعضها للركوب والغذاء كالجمال التي تعتبر بحق سُفن الصحاري.
"أنعام" جمع "نعم"على وزن "قلم" وتطلق في الأصل على الجمال، لكنّها توسعت فيما بعد لتشمل الجمال والبقر والأغنام، والمصطلح مشتق من "النعمة"
بسبب أنّ أحد أكبر النعم على الإنسان هي هذه الأنعام. وفي يومنا هذا - بالرغم من تقدم التكنولوجيا في مجال النقل البري والجويـ إلاّ أنّ الإنسان ما زال يستفيد من الأنعام، خصوصاً في الأماكن الصحراوية الرملية، التي يصعب فيها استخدام وسائل النقل الأُخرى. ويتمّ استخدام الأنعام والحيوانات في بعض المضائق والمناطق الجبلية، حيث يتعذر استخدام غيرها من وسائل النقل الحديث.
لقد خلق الله الأنعام بأشكال مختلفة، وبروح تستسلم للإنسان وتنصاع إليه وتخضع لأوامره وتلبي له احتياجاته، في حين أنّ بعضها أقوى من أقوى الناس، وهذا الإنصياع في حدّ ذاته دليل من أدلة الخالق العظيم الذي سخّر لعباده هذه الأنعام.
إنّ من الحيوانات الصغيرة ما يكون خطره مميتاً للإنسان، في حين أن قافلة من الجمال يكفي صبي واحد لقيادها!
﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ فبعضها للأمرين كالإبل والبقر وبعضها للأكل كالغنم.