التّفسير
الولي المطلق:
أوضحت الآيات السابقة أن لا وليّ ولا نصير سوى الله، والآيات التي بين أيدينا تعطي أدلة على هذه القضية ،وتنفي الولاية لما دونه سبحانه وتعالى.
تقول الآية بأسلوب التعجب والإنكار: (أم اتخذوا من دونه أولياء)(1). إلا أنّهُ: (فالله هو الولي).
فلو أراد هؤلاء أن يختاروا ولياً، فعليهم أن يختاروا الله، لأنّ أدلة ولايته واضحة في الآيات السابقة، مع بيان أوصافه الكمالية، فالعزيز والحكيم، والمالك والعلي والعظيم، والغفور والرحيم، هذه الصفات السبع التي مرّت علينا تعتبر - لوحدها - أفضل دليل على اختصاص الولاية به.
ثم تذكر دليلا آخر فتقول: (وهو يحيي الموتى).
ويجب اللجوء إليه لا لغيره، لأنّ المعاد والبعث بيده، وأنّ أكثر ما يخشاه الإنسان هو مصيره بعدالموت.
ثم تذكر دليلا ثالثاً فتقول: (وهو على كلّ شيء قدير).
وهذه إشارة إلى أنّ الشرط الرئيسي للولي هو امتلاكه للقدرة الحقيقية.
﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء﴾ أي الأصنام وأم منقطعة والهمزة للإنكار التوبيخي ﴿فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ﴾ جواب شرط مقدر كأنه قيل بعد إنكار أن يتخذ وليا سواه إن أراد وليا بالحق فالله هو الولي بالحق ﴿وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فهو الحقيق بالولاية.