مرّة اُخرى، لتجسيد عظمة هذه النعمة الإلهية، تقول الآية الأُخرى: (أو يوبقهن بما كسبوا) أيّ لو شاء لأباد هذه السفن بسبب الأعمال التي ارتكبها المسافرون.
وكما قرأنا في الآيات الماضية، فإنّ المصائب التي تصيب الإنسان غالباً ما ما تكون بسبب أعماله.
إلاّ أنّه بالرغم من ذلك فإن اللطف الإلهي يشمل الإنسان: (ويعف عن كثير). فلولا عفو الخالق لم يكن لينجو أحد من عذاب الخالق سوى المعصومين والخواص والطاهرين، كما نقرأ ذلك في الآية (45) من سورة فاطر: (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخر هم إلى أجل مسمى).
نعم، فهو يستطيع أن يمنع الرياح من الهبوب حتى تقف السفن في وسط البحار والمحيطات، أو يحوّل هذه الرياح إلى عواصف هوجاء تدمر هذه السفن والبواخر، إلاّ أن لطفه العام يمنع هذا العمل.
﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾ أو إن يشأ يهلكهن بأهلهن بقصوف الريح ﴿بِمَا كَسَبُوا﴾ من الذنوب ﴿وَيَعْفُ﴾ بالجزم ﴿عَن كَثِيرٍ﴾ منهم.