التّفسير
الأولاد...هبة الرحمن:
بما أنّ الآيات السابقة ذكرت جانباً من العقاب الأليم الموحش للكافرين والظالمين، فإنّ الآيات اعلاه تحذر جميع الناس من هذا المصير المشؤوم، وتدعوهم إلى الإستجابة لدعوة الخالق والعودة إلى طريق الحق.
فأوّل آية تقول: (استجيبوا لربّكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله)(1).
وإذا كنتم تتصورون وجود ملجأ آخر سوى لطفه، وأحداً يحميكم غير رحمته، فإنّكم على خطاً، لأن: (ما لكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير).
عبارة (يوم لا مرد له من الله) تشير إلى يوم القيامة، وليس إلى يوم الموت. كما أن عبارة (من الله) تشير إلى أن أحداً لا يستطيع أن يتخذ قراراً بعدم العودة قبال أمر الخالق جلّ وعلا.
وعلى أية حال، فجميع الطرق التي يعتقد أنّها تنقذ الشخص من العذاب الإلهي تكونن مغلقة في ذلك اليوم، وأحدها هوالعودة إلى عالم الدنيا والتكفير عن الذنوب والخطايا.
أمّا الآخر فهو وجود ملجاً يأمن الإنسان عند اللجوء إليه.
وأخيراً وجود من يقوم بالدفاع عن الإنسان.
فكل جملة من الجمل الثلاث - للآية أعلاه - تنفي واحداً من هذه الطرق.
وقد فسّر بعضهم جملة (ما لكم من نكير) بمعنى أنكم لا تستطيعون أن تنكروا ذنوبكم هناك، لأن الأدلة والشهود كثيرون بحيث لا مجال للإنكار، إلاّ أن المعنى الأوّل أفضل كما يبدو.
﴿اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ﴾ صلة مرد أي لا يرده الله بعد إتيانه أو ليأتي أي قبل أن يأتي يوم من الله لا مرد له ﴿مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ﴾ معقل ﴿يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ﴾ إنكاري بكم.