ثمّ يأمر الله الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) باتّباع سياسة اللين في الدعوة إلى الهدى ودين الحقّ (ادفع بالتي هي أحسن السيّئة) أي ادفع عدوانهم وسيّئاتهم بالعفو والصفح والإحسان، وكلامهم البذي بالكلام المنطقي الموزون: (نحن أعلم بما يصفون).
والله يعلم أنّ أعمالهم القبيحة وكلامهم البديء وأذاهم القاسي يؤلم الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلاّ أنّه عزّوجلّ يدعو إلى عدم الردّ بالمثل، بل يوجب أن يكون الردّ بالتي هي أحسن.
وهذا خير سبيل لإيقاظ الغافلين والمخدوعين.
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي﴾ بالخلة التي ﴿هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾ وهي الإغضاء عنها والصفح ومقابلتها بإحسان وقيل هي كلمة التوحيد والسيئة الشرك ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾ يصفونك به أو بوصفهم إياك بغير صفتك فيجازيهم به.