تقول الآية الأولى: (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء ممّا تعبدون) (1)، ولما كان كثير من عبدة الأصنام يعبدون الله أيضاً، فقد استثناه إبراهيم مباشرة فقال: (إلاّالذي فطرني فإنّه سيهدين).
إنّه (ع) يذكر في هذه العبارة الوجيزة دليلاً على انحصار العبوديّة بالله تعالى، لأنّ المعبود هو الخالق والمدبر، وكان الجميع مقتنعين بأنّ الخالق هو الله سبحانه، وكذلك أشار (ع) في هذه العبارة إلى مسألة هداية الله التكوينيّة والتشريعيّة التي يوجبها قانون اللطف (2).
وقد ورد هذا المعنى في سورة الشعراء، الآيات 77 - 82 أيضاً.
( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ منقطع أو متصل إن شملته ما وكانوا يعبدونه وغيره ﴿فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ إلى طريق الجنة أو يثيبني على دينه.