ثمّ استمرّوا: (وقالوا أآلهتنا خير أم هو)؟فإذا كان من أصحاب الجحيم، فإنّ آلهتنا ليست بأفضل منه ولا أسمى.
ولكن، اعلم أنّ هؤلاء يعلمون الحقيقة، و (ماضربوه لك إلاّ جدلاً بل هم قوم خصمون) (4).
إنّ هؤلاء يعلمون جيداً أنّ الآلهة الذين يردون جهنم هم الذين كانوا راضين بعبادة عابديهم، كفرعون الذي كان يدعوهم إلى عبادته، لا كالمسيح (ع) الذي كان ولا يزال رافضاً لعملهم هذا، ومتبرءاً منه.
﴿وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ أي الأصنام خير أم عيسى فإن كان في النار فلتكن آلهتنا معه أو الملائكة خير أم عيسى فإذا جاز أن يعبد فهم أولى به أو آلهتنا خير أم محمد أي هي خير منه ﴿مَا ضَرَبُوهُ﴾ أي المثل ﴿لَكَ إِلَّا جَدَلًا﴾ لا بحثا عن الحق ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ شديد الخصومة.