التّفسير
نتمنى أن نموت لنستريح من العذاب:
لقد فصّلت هذه الآيات القول في مصير المجرمين والكافرين في القيامة، ليتّضح الفرق بينه وبين مصير المؤمنين - المطيعين لأمر الله - المشرف السعيد من خلال المقارنة بين المصيرين.
تقول الآية الأولى: (إنّ المجرمين في عذاب جهنم خالدون).
"المجرم" من مادة جرم، وهو في الأصل بمعنى القطع الذي يستعمل في قطع الثمار من الشجرة - أي القطف - وكذلك في قطع نفس الشجرة، إلاّ أنّه استعمل فيما بعد في القيام بكل عمل سيء، وربّما كان سبب هذا الإِستعمال هو أنّ هذه الأعمال تفصل الإِنسان عن ربّه وعن القيم الإِنسانية، وتبعده عنهما.
لكن من المسلم هنا أنّه لا يريد كل المجرمين، وإنّما المراد هم المجرمون الذين اتخذوا سبيل الكفر سبيلاً لهم، بقرينة ذكر مسألة الخلود والعذاب الخالد، وبقرينة المقارنة بالمؤمنين الذين مرّ الكلام عنهم في الآيات السابقة.
ويبدو بعيداً ما قاله بعض المفسّرين من أنها تشمل كل المجرمين.
﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾.