وتنبه الآية التالية إلى أنّ هؤلاء هم الذين أرادوا هذا العذاب الأليم، واشتروه بأعمالهم وبظلمهم لأنفسهم، فتقول: (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين).
فكما أن الآيات السابقة قد بينت أن منبع كل تلك النعم اللامتناهية هي أعمالالمؤمنين المتقين، فإن هذه الآيات تعد أعمال هؤلاء الظالمين سبب هذا العذاب الخالد ومنبعه.
وأي ظلم أكبر من أن يكذّب الإِنسان بآيات الله سبحانه، ويضرب جذور سعادته بمعول الكفر والإفتراء: (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب).(1)
نعم، إن القرآن يرى ارادة الإِنسان وأعماله السبب الأساسي لكل سعادة أو شقاء، لا المسائل الظنية والوهمية التي اصطنعها البعض لأنفسهم.
﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ﴾ بالعذاب ﴿وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ﴾ نفوسهم بجرائمهم الموجبة له.