التّفسير
كل شيء مسخر للإنسان:
مواصلة للبحوث التي وردت في الآيات السابقة حول عظمة آيات الله، تتناول هذه الآيات نفس الموضوع، فتقول: (هذا هدى) فهو يميز بين الحق والباطل، ويضيء حياة الإنسان، ويأخذ بيد سالكي طريق الحق ليوصلهم إلى هدفهمومنزلهم المقصود، لكن: (والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم).
"الرجز" يعني الإضطراب والإهتزاز وعدم الإنتظار، كما يقول الراغب في مفرداته، وتقول العرب: رجز البعير إذا تقاربت خطواته واضطرب لضعف فيه.
وتطلق هذه الكلمة أيضاً على مرض الطاعون والإبتلاءات الصعبة، أو العواصف الثلجية الشديدة، والوساوس الشيطانية وأمثال ذلك، لأنّ كلّ هذه الأُمور تبعث على الإضطراب والتزلزل وعدم الإنتظام والإنضباط، وإنّما يقال لأشعار الحرب (رجز) لأنّها مقاطع قصيرة متقاربة، أو لأنّها تلقي الرعب والإضطراب بين صفوف الأعداء.
ثمّ تحول زمام الحديث إلى بحث التوحيد الذي مرّ ذكره في الآيات الأولى لهذه السورة، فتعطي المشركين دروساً بليغة مؤثرة في توحيد الله سبحانه ومعرفته.
﴿هَذَا﴾ أي القرآن ﴿هُدًى﴾ بالغ في الهداية ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ﴾ أشد العذاب ﴿أَلِيمٌ﴾ مؤلم.