التّفسير
لم أكن أوّل نبيّ!!
يستمر الحديث في هذه الآيات عن حال المشركين، وكيفية تعاملهم مع آيات الله، فتقول: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين) فهم لا يستطيعون إنكار نفوذ القرآن السريع في القلوب، وجاذبيته التي لا تقاوم من جهة، وهم من جهة أُخرى غير مستعدين لأن يخضعوا أمام عظمته وكونه حقّاً، ولذلك فإنّهم يفسّرون هذا النفوذ القوي بتفسير خاطئ منحرف ويقولون: إنّه سحر مبين، وهذا القول - بحدِّ ذاته - اعتراف ضمني واضح بتأثير القرآن الخارق في قلوب البشر.
بناءً على هذا فإنّ "الحق" - في الآية المذكورة - إشارة إلى آيات القرآن، وإن كان البعض قد فسّرها بالنبوّة، أو الإسلام، أو معجزات النّبي (ص) الأُخرى، إلاّ أنّ التّفسير الأوّل هو الأنسب بملاحظة بداية الآية.
﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ﴾ ظاهرات ﴿قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ﴾ القرآن ﴿لَمَّا جَاءهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ السحرية.