وفجأة رأوا سحاباً قد ظهر في الأفق، واتسع بسرعة: (فلمّا رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) (5).
قال المفسّرون: إنّ المطر انقطع مدّة عن قوم عاد، وأصبح الهواء حاراً جافاً خانقاً، فلمّا وقع بصر قوم عاد على السحب المظلمة الواسعة في الأفق البعيد، وهي تتجه صوبهم فرحوا لذلك جدّاً، وهبّوا لإستقبالها، وجاؤوا إلى جوانب الوديان والسهول ومجاري السيول والمياه.
ليروا منظر نزول المطر المبارك ليحيوا من جديد، وتسر بذلك نفوسهم.
لكن، قيل لهم سريعاً بأنّ هذا ليس سحاباً ممطراً: (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم).
والظاهر أنّ المتكلم بهذا الكلام هو الله سبحانه، أو أنّ هوداً لمّا سمع صرخات فرحهم واستبشارهم قال لهم ذلك.
﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ﴾ أي الموعود أو مبهم يفسره ﴿عَارِضًا﴾ سحابا عرض في أفق السماء ﴿مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا﴾ قال تعالى ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ﴾ من العذاب ﴿رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.