وهم يعترفون في ردّهم (قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوماً ضالّين).
"الشقوة" و "الشقاوة" نقيض السعادة، وتعني توفّر وسائل العقاب والبلاء.
أو بتعبير آخر: هي الشرّ والبلاء الذي يصيب الإنسان، بينما تعني السعادة توفّر ظروف النعمة والطيب.
والشقاوة والسعادة ليستا إلاّ نتيجة لأعمالنا وأقوالنا ومقاصدنا، والإعتقاد بأنّ السعادة أو الشقاوة ذاتية للإنسان منذ الولادة، ما هو إلاّ تصوّر يذكر لتسويغ الفرار من عبء المسؤولية والإعتذار من الأعمال المخالفة للحقّ، أو هو تفسير لأعمال الجهل.
ولهذا نرى المذنبين أهل النّار يعترفون بصراحة أنّ الله أتمّ عليهم الحجّة، وأنّهم كانوا السبب في تعاسة أنفسهم، لأنّهم قوم ضالّون.
﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا﴾ ملكنا سوء عاقبتنا الذي استوجبناه بسوء عملنا ﴿وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ﴾ عن الحق.