ويقف المؤمنون الحقيقيون في الطرف المقابل لهؤلاء، وعنهم تتحدّث الآية التالية فتقول: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم).
نعم، لقد خطا هؤلاء الخطوة الأولى بأنفسهم، واستخدموا عقلهم وفطرتهم في هذا المسير، ثمّ أخذ الله سبحانه بيدهم كما وعدهم من قبل، فزادهم هدى إلى هداهم، وألقى نور الإيمان في قلوبهم، وشرح صدورهم ورزقهم حسن الفكرة والنظر.
هذا من الناحية العقائدية.
وأمّا من الناحية العملية فإنّه سبحانه يحيي فيهم روح التقوى، حتى أنّهم يشمئزون من الذنب والمعصية، ويعشقون الطاعة والعمل الصالح.
إنّ هؤلاء يقفون من الناحيتين في الطرف المقابل للمنافقين الذين أشارت إليهم الآية السابقة، فقد طبع على قلوبهم فلا يفقهون شيئاً من جهة، ومن جهة اُخرى فإنّهم يتّبعون أهواءهم في العمل، أمّا المؤمنون فإنّ هدايتهم تعظم يوماً بعد يوم، وتتضاعف تقواهم في مجال العمل.
﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ﴾ الله ﴿هُدًى﴾ باللطف والتوفيق ﴿وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ﴾ وفقهم لها وأعطاهم جزاءها.