وتضيف الآية التالية: (طاعة وقول معروف) (2).
إنّ التعبير بـ (قول معروف) يمكن أن يكون في مقابل الكلمات الهزيلة المنكرة التي كان يتفوّه بها المنافقون بعد نزول آيات الجهاد، فقد كانوا يقولون تارةً (لا تنفروا في الحر) (3)، وأخرى: (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غروراً) (4)، وثالثة كانوا يقولون: (هلمّ إلينا) (5)، من أجل إضعاف المؤمنين وإعاقتهم عن التوجّه إلى ميدان الجهاد.
ولم يكونوا يكتفون بعدم ترغيب الناس في أمر الجهاد، بل كانوا يبذلون قصارى جهودهم من أجل صدّهم عن الجهاد، أو تثبيط معنوياتهم وعزائمهم على الأقل.
ثمّ تضيف الآية: (فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم) وسيرفع رؤوسهم في الدنيا، ويمنحهم العزّة والفخر، ويؤدّي إلى أن ينالوا الثواب الجزيل، والأجر الكبير، والفوز العظيم في الآخرة.
وجملة (عزم الأمر) تشير في الأساس إلى استحكام العمل، إلاّ أنّ المراد منها هنا الجهاد، بقرينة الآيات التي سبقتها والتي تليها.
﴿طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ﴾ حسن خير لهم ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ﴾ جد وأسند إليه مجازا إذ العزم لأصحاب الأمر وجواب إذا ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ﴾ في امتثال أمره بالجهاد ﴿لَكَانَ﴾ الصدق ﴿خَيْرًا لَّهُمْ﴾.