التّفسير
المنكرون المعاندون في أمر مريج!
مرّةً اُخرى نواجه هنا بعض الحروف المقطّعة! وهو الحرف "ق"، وكما قلنا من قبل أنّ واحداً من التفاسير المتينة هو أنّ هذا القرآن على عظمته مؤلّف من حروف بسيطة هي ألف باء الخ..
وهذا يدلّ على أنّ مُبدع القرآن ومنزله لديه علم لا محدود وقدرة مطلقة بحيث خلق هذا التركيب الرفيع العالي من هذه الوسائل البسيطة المألوفة!
وبالطبع فإنّ هناك تفاسير اُخر للحروف المقطّعة ويمكن مراجعتها في بدايات سور "البقرة، آل عمران، الأعراف وسور حم أيضاً".
قال بعض المفسّرين أنّ "ق" إشارة إلى بعض أسماء الله تعالى "كالقادر والقيّوم" وما إلى ذلك من الأسماء المبدوءة بحرف القاف.
كما ورد في كثير من التفاسير أنّ "ق" اسم لجبل عظيم يحيط بالكرة الأرضية!
ولكن أي جبل هو بحيث يحيط بالكرة الأرضية أو مجموع العالم؟! وما المراد منه؟ ليس هنا محلّ الكلام عنه! لكن ما ينبغي ذكره هنا أنّه من البعيد جدّاً أن يكون "ق" في هذه السورة إشارة إلى جبل قاف! لأنّه ليس هذا لا يتناسب مع مواضيع السورة وما ورد فيها فحسب، بل حرف "القاف" هنا كسائر الحروف المقطّعة الواردة في بدايات السور في القرآن، أضف إلى ذلك لو كان "ق" إشارة إلى جبل "قاف" لكان ينبغي أن يقترن بواو القسم كقوله تعالى: والطور وأمثال ذلك، وذكر كلمة ما من دون مبتدأ ولا خبر أو واو القسم لا مفهوم لها.
ثمّ بعد هذا كلّه، فإنّ الرسم القرآني لجميع المصاحف هو ورود الحرف "ق" مفرداً، في حين أنّ جبل "قاف" يُكتب رسمه على هيئة إسمه الكامل "قاف".
ومن جملة الاُمور التي تثبت على أنّ هذا الحرف "ق" هو من الحروف المقطّعة المذكورة لبيان عظمة القرآن هو مجيء القسم مباشرةً - بعد هذا الحرف - بالقرآن المجيد إذ يقول سبحانه: (ق والقرآن المجيد).
كلمة "المجيد" مشتقّة من المجد ومعناها الشرف الواسع، وحيث أنّ القرآن عظمته غير محدودة وشرفه بلا نهاية، فهو جدير بأن يكون مجيداً من كلّ جهة، فظاهره رائق، ومحتواه عظيم، وتعاليمه عالية، ومناهجه مدروسة، تبعث الروح والحياة في نفوس العباد.
ولسائل أن يسأل: ما المراد من ذكر هذا القسم؟ أو ما هو المقسم له؟! هناك بين المفسّرين إحتمالات كثيرة، ولكن مع الإلتفات إلى ما بعد القسم من الآيات فإنّه يبدو أنّ المقصود بالقسم أو جواب القسم هو مسألة النبوّة نبوّة محمّد أو نشور الناس وبعثهم بعد موتهم(1).
ثمّ يبيّن القرآن جانباً من إشكالات الكفّار والمشركين العرب الواهية فيذكر إشكالين منها ..
﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ ذي الشرف على سائر الكتب